المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٣

بعد خمسة عشر عاماً من المحاولة، نجحت في صناعة كعكة أحلامي!

صورة
في طفولتي، كنتُ طفلة جريئة في خلط الألوان واستخدام أقلام الرصاص، جريئة في الغوص بخيالي، أُجيد رصّ الكلمات في حوارٍ بديع بينما ألعب بالدمى؛ أُمثل دور المذيعة، المعلمة، الفنانة باحترافية، ولدي اعتزاز برسوماتي التي كنت أراها لوحات فنية غاية في الجمال والقيمة بينما هي في حقيقتها رسومات متواضعة مضحكة أحياناً، وعشوائية أحياناً أخرى؛ خطوطٌ متشابكة وألوان مدعوكة دعكاً عميقاً في نتوءات الورق! وأمر آخر، أجيد الإقناع في وسط الصداقات الآمنة، إلا أني مقابل كل هذه الشجاعات: أتردد في استخدام قلم الحبر، في القفز من علوٍ محدد، في ألعاب سباق البلاستيشن للصغار... وبعد أن كبرت عدة سنوات، كانت رغبتي في أن أُقلد أمي في إعداد الطعام تعرقلها مشكلة واحدة، التردد والخوف من إفساد "الطبخة"!  رغم أن عملية الطبخ كانت عملية جذابة ومثيرة في ناظريّ؛ أحضر مقاديرها بيديّ، وأخلطها بعناية ومثالية كما قرأتها أو رأيتها عن أمي، إلا أن تجارب الفشل التي خضتها حتى أصنع كعكةً للشاي أو كعكةً رخامية لذيذة كانت كثيرة ومحبطة أحياناً، لم أكن لأنجح في صناعة كعكة -بغض النظر عن مثاليتها- لولا توفيق الله وخصلتا التفاؤل والإصرار