تأملت موضوع الموهبة المعلنة، التي فيها ممارسة للهواية التي تُنتج ٱبداعاً وعرضها أمام جمهور ما؛ الكاتب حين يكتب وينشر، الفنان حين يطرب ويسجل، الرسام حين يرسم ويعرض فنه ... وقس على ذلك جميع المواهب والرغبات في أن تظهر إبداعتنا للعلن، استوقفتني فكرة "لِم ترغب أن تعلن عن موهبتك وتعرض فنك"، وأنا في هذه اللحظة لا أتوقع إجابات بديهية لاستلهمها، أتفهم من يفعل ذلك بغية أن يشعر بالسرور لممارسة الفعل ذاته، ممارسة الهواية والاستمتاع بها حق مشروع طالما لا تحدث أضرار من ورائها، ولا تمس بعقيدة أو شرع أو تهاجمه، لكني لم أفهم الإعلان عن ممارستنا لهوايتنا وإذا ماكان هنالك متعة في فعلها سراً، هل تتحول حينها إلى هواية حقا؟ يمكننا أن نقول أنها تبعث فينا السرور وتخلصنا من الكثير من الهموم وتقينا الكثير من الضغوطات؟ وربما رغبة في المال والشهرة وهذا موضوع آخر ، لأوضح الصورة أكثر، هل تقبل أن تكون مبدعاً مشهوراً يحصد الأموال بشرط أن تكون تحت هوية مجهولة؟ الرغبة بأن يُسمع صوتي للعالم، ويُرى وقعي في الحياة، رغبة غريزية، ولكن بتأملي للأمر من جوانب عدة، أعتقد أن مقدار الفائدة التي يحصدها جمهوري مهما بلغ قيمتها وثمنها هي مضمون ومصدر دافعي، أن أشعر بأني أؤثر بوجودي بطريقة ما، النظر للأمر نظرة فلسفية، عميق جدا، وقد يقودنا إلى دهاليز وطرق ليست ذات مخرج، تتأثر وتؤثر في عوامل كثيرة مرتبطة بنظرة لنفسي وتقدير ذاتي، سؤال "من أنا؟" مرتبط بقيمتي !
ماذا عن معتقداتنا اتجاه الإنجاز والإنتاجية؟ يمكننا أن نتحدث عنهما باستفاضة في مجال العمل والمهنة والحياة اليومية، ولكن حينما تكون الموهبة موجودة ضمنياً كجزء من عملنا، هل تتقولب بقالب المهنية فتنتزع منها فكرة الترويح عن النفس والتعبير عنها بحرية أكبر؟!
في النهاية أنا مقتنعة أن الاستثمار في تنمية مواهبنا وهواياتنا لدينا وكذلك لدى أطفالنا هي استثمار ناجح، فلا يمكن إغفال حقيقة وقعها وأثرها في حيواتنا،هي متنفس، ومتعة، وجزء من اعتقادنا عن كينونتنا وذواتنا مهما تعددت الفلسفات حولها!
تعليقات
إرسال تعليق