المشاركات

في قوقعة المخاوف

صورة
  تعشعش في دماغي الكثير من الأفكار، أفكار شتى عن كل شيء في الحياة، ومابعد الحياة، عن الماضي وعن المستقبل، وأشعر ببعض الارتباك والتقصير والنقص الذي لا أعلم صدقه عن الحاضر، بالعودة للماضي فلا أتذكر أني مررت بمرحلة إلا وقد كان دماغي يحمل فكرة أو اثنتين، محفوفتان ببعض القلق والتوتر، وحتى بعد مرور السنين واكتسابي بعض الدروس وتقبلي للكثير من النتائج وفهمي لبعضها الآخر، يضل سؤال يروادني على الدوام، هل أنا شخصية قلقة بأي شكل من الأشكال؟  بعد التحول إلى الثلاثينيات، والمضي في سيرورة الأمومة، واقتطاع الكثير من وقتي على الأمور الروتينية، والتقليل من مواقف الشغف والمرح والترفيه ووقع الأحلام والطموحات ، أستطيع الإجابة بنعم فيما يخص القلق، وعلى ما يبدو فهو أمر شائع وذائع الصيت في مجتمع النساء، وربما الرجال أيضا في هذه المرحلة ولكن ما أنا متأكدة منه أني ألاحظ إحدى ضرائب الأمومة في كل أمٌ أعرفها، ولكم أن تتخيلوا كيف لأدوارنا في الحياة أن يتأثر بعضها ببعض، يمكنني أن أجزم لكم أن الأم يمكنها أن تفكر حتى أثناء نومها، أعلم أن النوم له ميزة فريدة في التخلص من السموم ومنها سموم الأفكار والشعور، ولكنه أحياناً

بعض الحنين، يقرصك ويهرب بعيداً!

صورة
  أعترف أني شخص لا يتنازل عن اهتماماته التي يحبها بسهولة، النشاطات والهوايات جزء مهم من تركيبتي وشخصيتي، وحين تجتمع الكثير من النشاطات المحببة إليّ في عمل أو ظيفة، فلا يمكن أن أتخلى عنها بسهولة. الليلة الماضية تصاعدت الأفكار في رأسي بسلاسة وهدوء إثر جدول قديم وجدته بين كومة الأوراق من وظيفتي السابقة، كانت وظيفة جميلة، بل كانت وظيفة أحلامي التي سعيت لها جاهدة طيلة أيام دراستي الجامعية، ولازلت أعتقد أنها مكاناً خصباً للتألق والنمو، لكن في أي مكان آخر في العالم غير المكان الذي كنت فيه، النبتة المثمرة يصعب أن رعايتها في تربة سامة أو ميتة أو في ظروف مناخية عاصفة، لا مجال للنمو في تلك البيئات المهدِدة لأي حياة، وأعترف أني أنمو في بيئتي الحالية بشكل رائع ومتناغم مع أولوياتي وقيمي، إلا أن الأمر بطبيعة الحال يصعب قياسه أو طرحه في مقارنة، إذا كنت تحب الدونات وفاكهة العنب في الوقت ذاته سيصعب عليك أن تغلب أحدهما على الآخر بشكل قطعي! الدونات لها وقتها الخاص الذي تفوز فيه والعنب له وقت خاص الذي يغلب فيه جميع أنواع المخبوزات الحلوة والمالحة، بالرغم من ذلك، أعترف أن الحنين قرصني هذه المرة ثم لاذ بالفر

الإنسان دائرة؟ أمي في زيارةٍ لبيت أهلها !

صورة
  بدأ الأمر عندما وصلنا حدود المكان المنشود، في طريقٍ طويلٍ من السفر براً بلغ أربعَ ساعات؛ أربعُ ساعاتٍ من الأحاديث العائلية تتخللها استراحات قصيرة، بعدها سافرنا في بعض لحظاتنا الصامتة عبر الزمان، إلى الماضي والذكريات.. كانت هذه زيارتي الأولى منذ فترة طويلة جداً إلى بيت جدي، في بلدة قابعة على التفافة إحدى الهضاب، والتي كنا نسميها "جبلاً"عندما كنا صغاراً، لكنه كان هضبة! وهذا ما يفسر الدفء المعنوي الذي تنعم بها تلك البلدات المتناثرة حولها مع برودة المكان! في تأملٍّ وجوديّ، انغمست فيه قبل شهرين ماضيين، كنت أتساءل، كيف يبدأ الإنسان حياته ضعيفاً ليؤول في نهايتها إلى ضعفٍ مختلف عند الكبر؟ كأنها نقطة البداية التي انطلق منها. لكن الدائرة تتوقف هناك، هذه الدائرة تدور في مشهد الطفلة التي ما أن تصبح أماً حتى تصير فجأة شبيهة لأمها في أمومتها كما لم تكن من قبل، وربما تطابقت جميع الملامح والحركات والطباع.  تتذكر أمي جدتي وهي شابة، وأخبرتني أن خالتي صارت تشبهها كثيراً، بالمقابل يخبرني الكثيرون أني أبدو كأمي عندما كانت في هذا العُمُر، وأنا أعتقد أن جميع صديقاتي اللواتي أعرفهن يعتقدن أنهن صرن

وصفة الكعكة الإسفنجية الكلاسيكية 🍰

صورة
هذه الصورة من قوقل، وطريقة إعدادها لا تشبه الطريقة التي تعلمتها، ولكن الشكل والقوام لا يختلفان هذه التدوينة إهداء للعزيزة بثينة اليوسف ، ولجميع المكافحات في سبيل صناعة المخبوزات والذكريات الجميلة المرتبطة بالسعادة التي تحضرها الأمهات في طبق أو كعكة، وأعتذر عن تأخري في نشرها ومشاركتها، فلم يسعفني الوقت في الترتيب لتصويرها خلال النهار تصويراً جيداً، لكن ربما أُحدّث الوصفة بعد أن أخرج بتصوير حَسنٍ لها. هذه التدوينة وليدة تدوينة بعد خمسة عشر عاماً من المحاولة، نجحت في صناعة كعكة احلامي 🎂. ملاحظة١: اقرأوا الطريقة كاملة قبل تحضير المكونات👌🏻. ملاحظة٢: لم يسبق لي شرح وصفة طبخ، أتمنى أن تكتبوا ملاحظاتكم إن التبست عليكم أي خطوة😁.   المقادير:  🥚6 بيضات كبار الحجم أو 7 بيضات متوسطة الحجم. 🍯2 فنجان سكر ( أستخدم فنجان القهوة المخلوطة في جزيرتنا العربية، حجم متوسط يفي بالغرض أو يمكنك أن تعتمد على ذائقتك) 🥄ملعقة صغيرة بينكج باودر. 🥣 120 جرام دقيق أبيض. 🧈3 ملاعق من الزيت النباتي ما يقارب 30مل. الطريقة : بدايةً وعلى سرعة بطيئة، يُخفق البيض والسكر والبيكنج باودر لـ3دقائق، ثم نزيد السرعة لأق

كيف قاومتُ شراء الكتب الورقية!؟

صورة
مررنا البارحة بمكتبة مميزة في مدينتنا، الأمر الذي يجعلها مميزة؛ هي أن جميع الكتب من إصدار دار نشر "مفضلة لدينا" متواجدة في أرففها!  رأينا إعلان هذه الكتب على انستغرام قبل صدورها منذ فترة (لا يمكنني أن أصف مقدار الحماس والتشويق اللذان تملكاني منذ ذلك الإعلان😍😭)، وها أنا ذي أتحسس أوراق هذه الكتب بين أصابعي! تفاصيل الجمال تتجلى في كل عناصر الكتب، العناوين، تصميم الأغلفة، والمحتوى الذي يهمني! أضف إلى ذلك إضافات من الكتب المترجمة عن لغات عدة، هذه الكتب قرأت عنها مراجعات من قبل، وتمنيت لو تترجم، حتى الآن؛ لا أمتلك مهارة القراءة بالإنجليزية كمهارة يُعتمد عليها في قراءة كتاب دسم أو متخصص في مجال معين، ناهيك عن لغات أخرى؛ لذا فسعادتي بتلك الكتب وتلك العناوين كانت لا توصف.  أخذت مجموعة من الكتب للتأكد من سعرها، كل العناوين جميلة وتهمني، والحقيقة أن زوجي لديه نفس الحماس أو ربما يزيد، لكن الفرق بيننا أنه غير مستعجل، ولديه بال أطول وقدرة على إتمام ما بدأ به من أي كتاب. قرع تفكيري أثناء تصفحي على عجل لبعض أوراق الكتب التي بين يديّ، كم الكتب المنتظر إتمامها، قراءاتي الناقصة لها والتي جعلت

ملخص شهر ديسمبر 📝

صورة
  مشروع كتابة تدوينات شهرية خطوة مؤجلة منذ فترة، هذه المرة قررت أن أبدأ فقط دون تخطيط أو شكل معين، الخطوة الأولى تحتاج قليلاً من الشجاعة، حاولت أن تكون التدوينة سهلة ومختصرة وموثقة لأهم ما حدث خلال الشهر. استغرق مني هذا الشهر الكثير من الجهد النفسي، تحدي في الأمومة، أحاول أن أتذكر متى آخر مرة قلت فيها أن الأمور تسير على نحوٍ رتيب؟ «من الجيد أن تكون أيامك مليئة بالتحديات، نعمة خير من الفراغ😅» في الأمومة، أن أكون حاضرة: تجربة الأمومة والتربية أكثر أولوياتي هذه الفترة، أحياناً أقف حزينة أمامها، أشعر بالشعور الذي تشعره جميع الأمهات، الأمهات الشابات، حين يبدأن التعلم، وحين يتوجب عليهن أن يكن معلماً وتلميذاً في الوقت ذاته، علاقتي مع طفلي تستهلك مني جهداً غير بسيط، في الحقيقة أنا لست أماً مثالية، هذه المحاولات ماهي إلا جزء من التجربة التي أحاول فيها أن أتعلم، أشعر أن الطريق أمامي طويل ومتعب، ولكن يخفف عليّ الأمر شعوري بالرفقة، وبمعية الله، أتمنى أن يوفقني الله في هذا الدرب، تعلمت هذا الشهر أن الحضور هو أكثر ما أحتاجه في التربية في هذه الفترة، بناء روابط التواصل مع طفلي. حظيت بجرعة انتعاش اجت

الاستقالة بين الاحتراق الوظيفي والعودة للحياة

صورة
ق رأتُ في كتابٍ موقفاً طريفاً يقول فيه كاتبه:  "عندما كنتُ أعزباً كنت أسأل نفسي كل يوم: هل أُقدم على الاستقالة من وظيفيتي التي أذهب إليها مرغماً عني لأبحث عن وظيفة أخرى؟ وقد اعتقدت مسبقاً أن الحال سيتغير بعدما أتزوج؛ وسيصير الدافع للذهاب إلى العمل أقوى، وبالفعل! تغير الحال، وصرت أنا وزوجتي كل صباح نتساءل نفس السؤال معاً، بعد أن كنتُ أضيع في متاهاته لوحدي! " ضحكتُ كثيراً عند استذكاري لهذا الموقف، رغم أني لست متأكدة حتى اللحظة إذا ما قرأته بهذا النص تماماً، لأني أمتلك ذاكرة جيدة في الغالب، لكن عندما تلامس عاطفتي طرفة كهذه، فهي بكل تأكيد قد فسحت لي المجال بأن أكمل بعض تفاصيلها وفقاً لتخميني ووفقاً لمشاعري المرافقة، وربما عبث بها خيالي عند صياغتها..  سؤال الاستقالة الذي يضل يدور داخل رؤوسنا كل صباح عند الاستيقاظ من النوم، مضحك عندما نشاركه مع الأصدقاء والمعارف، مبك عندما نطرحه على أنفسنا، ونقف وحيدين أمام حقيقته المثقلة. المهم، هذا ليس حديثنا، حديثنا عن الاستقالة حينما تتحول من فكرة أو خاطرة خطرت لك منذ زمن إلى حاجة ملحة وقرار مؤرق يتوجب عليك مواجهته والخوض في أمره بجدية. قبل سن