المشاركات

الإنسان دائرة؟ أمي في زيارةٍ لبيت أهلها !

صورة
  بدأ الأمر عندما وصلنا حدود المكان المنشود، في طريقٍ طويلٍ من السفر براً بلغ أربعَ ساعات؛ أربعُ ساعاتٍ من الأحاديث العائلية تتخللها استراحات قصيرة، بعدها سافرنا في بعض لحظاتنا الصامتة عبر الزمان، إلى الماضي والذكريات.. كانت هذه زيارتي الأولى منذ فترة طويلة جداً إلى بيت جدي، في بلدة قابعة على التفافة إحدى الهضاب، والتي كنا نسميها "جبلاً"عندما كنا صغاراً، لكنه كان هضبة! وهذا ما يفسر الدفء المعنوي الذي تنعم بها تلك البلدات المتناثرة حولها مع برودة المكان! في تأملٍّ وجوديّ، انغمست فيه قبل شهرين ماضيين، كنت أتساءل، كيف يبدأ الإنسان حياته ضعيفاً ليؤول في نهايتها إلى ضعفٍ مختلف عند الكبر؟ كأنها نقطة البداية التي انطلق منها. لكن الدائرة تتوقف هناك، هذه الدائرة تدور في مشهد الطفلة التي ما أن تصبح أماً حتى تصير فجأة شبيهة لأمها في أمومتها كما لم تكن من قبل، وربما تطابقت جميع الملامح والحركات والطباع.  تتذكر أمي جدتي وهي شابة، وأخبرتني أن خالتي صارت تشبهها كثيراً، بالمقابل يخبرني الكثيرون أني أبدو كأمي عندما كانت في هذا العُمُر، وأنا أعتقد أن جميع صديقاتي اللواتي أعرفهن يعتقدن أنهن صرن

وصفة الكعكة الإسفنجية الكلاسيكية 🍰

صورة
هذه الصورة من قوقل، وطريقة إعدادها لا تشبه الطريقة التي تعلمتها، ولكن الشكل والقوام لا يختلفان هذه التدوينة إهداء للعزيزة بثينة اليوسف ، ولجميع المكافحات في سبيل صناعة المخبوزات والذكريات الجميلة المرتبطة بالسعادة التي تحضرها الأمهات في طبق أو كعكة، وأعتذر عن تأخري في نشرها ومشاركتها، فلم يسعفني الوقت في الترتيب لتصويرها خلال النهار تصويراً جيداً، لكن ربما أُحدّث الوصفة بعد أن أخرج بتصوير حَسنٍ لها. هذه التدوينة وليدة تدوينة بعد خمسة عشر عاماً من المحاولة، نجحت في صناعة كعكة احلامي 🎂. ملاحظة١: اقرأوا الطريقة كاملة قبل تحضير المكونات👌🏻. ملاحظة٢: لم يسبق لي شرح وصفة طبخ، أتمنى أن تكتبوا ملاحظاتكم إن التبست عليكم أي خطوة😁.   المقادير:  🥚6 بيضات كبار الحجم أو 7 بيضات متوسطة الحجم. 🍯2 فنجان سكر ( أستخدم فنجان القهوة المخلوطة في جزيرتنا العربية، حجم متوسط يفي بالغرض أو يمكنك أن تعتمد على ذائقتك) 🥄ملعقة صغيرة بينكج باودر. 🥣 120 جرام دقيق أبيض. 🧈3 ملاعق من الزيت النباتي ما يقارب 30مل. الطريقة : بدايةً وعلى سرعة بطيئة، يُخفق البيض والسكر والبيكنج باودر لـ3دقائق، ثم نزيد السرعة لأق

كيف قاومتُ شراء الكتب الورقية!؟

صورة
مررنا البارحة بمكتبة مميزة في مدينتنا، الأمر الذي يجعلها مميزة؛ هي أن جميع الكتب من إصدار دار نشر "مفضلة لدينا" متواجدة في أرففها!  رأينا إعلان هذه الكتب على انستغرام قبل صدورها منذ فترة (لا يمكنني أن أصف مقدار الحماس والتشويق اللذان تملكاني منذ ذلك الإعلان😍😭)، وها أنا ذي أتحسس أوراق هذه الكتب بين أصابعي! تفاصيل الجمال تتجلى في كل عناصر الكتب، العناوين، تصميم الأغلفة، والمحتوى الذي يهمني! أضف إلى ذلك إضافات من الكتب المترجمة عن لغات عدة، هذه الكتب قرأت عنها مراجعات من قبل، وتمنيت لو تترجم، حتى الآن؛ لا أمتلك مهارة القراءة بالإنجليزية كمهارة يُعتمد عليها في قراءة كتاب دسم أو متخصص في مجال معين، ناهيك عن لغات أخرى؛ لذا فسعادتي بتلك الكتب وتلك العناوين كانت لا توصف.  أخذت مجموعة من الكتب للتأكد من سعرها، كل العناوين جميلة وتهمني، والحقيقة أن زوجي لديه نفس الحماس أو ربما يزيد، لكن الفرق بيننا أنه غير مستعجل، ولديه بال أطول وقدرة على إتمام ما بدأ به من أي كتاب. قرع تفكيري أثناء تصفحي على عجل لبعض أوراق الكتب التي بين يديّ، كم الكتب المنتظر إتمامها، قراءاتي الناقصة لها والتي جعلت

ملخص شهر ديسمبر 📝

صورة
  مشروع كتابة تدوينات شهرية خطوة مؤجلة منذ فترة، هذه المرة قررت أن أبدأ فقط دون تخطيط أو شكل معين، الخطوة الأولى تحتاج قليلاً من الشجاعة، حاولت أن تكون التدوينة سهلة ومختصرة وموثقة لأهم ما حدث خلال الشهر. استغرق مني هذا الشهر الكثير من الجهد النفسي، تحدي في الأمومة، أحاول أن أتذكر متى آخر مرة قلت فيها أن الأمور تسير على نحوٍ رتيب؟ «من الجيد أن تكون أيامك مليئة بالتحديات، نعمة خير من الفراغ😅» في الأمومة، أن أكون حاضرة: تجربة الأمومة والتربية أكثر أولوياتي هذه الفترة، أحياناً أقف حزينة أمامها، أشعر بالشعور الذي تشعره جميع الأمهات، الأمهات الشابات، حين يبدأن التعلم، وحين يتوجب عليهن أن يكن معلماً وتلميذاً في الوقت ذاته، علاقتي مع طفلي تستهلك مني جهداً غير بسيط، في الحقيقة أنا لست أماً مثالية، هذه المحاولات ماهي إلا جزء من التجربة التي أحاول فيها أن أتعلم، أشعر أن الطريق أمامي طويل ومتعب، ولكن يخفف عليّ الأمر شعوري بالرفقة، وبمعية الله، أتمنى أن يوفقني الله في هذا الدرب، تعلمت هذا الشهر أن الحضور هو أكثر ما أحتاجه في التربية في هذه الفترة، بناء روابط التواصل مع طفلي. حظيت بجرعة انتعاش اجت

الاستقالة بين الاحتراق الوظيفي والعودة للحياة

صورة
ق رأتُ في كتابٍ موقفاً طريفاً يقول فيه كاتبه:  "عندما كنتُ أعزباً كنت أسأل نفسي كل يوم: هل أُقدم على الاستقالة من وظيفيتي التي أذهب إليها مرغماً عني لأبحث عن وظيفة أخرى؟ وقد اعتقدت مسبقاً أن الحال سيتغير بعدما أتزوج؛ وسيصير الدافع للذهاب إلى العمل أقوى، وبالفعل! تغير الحال، وصرت أنا وزوجتي كل صباح نتساءل نفس السؤال معاً، بعد أن كنتُ أضيع في متاهاته لوحدي! " ضحكتُ كثيراً عند استذكاري لهذا الموقف، رغم أني لست متأكدة حتى اللحظة إذا ما قرأته بهذا النص تماماً، لأني أمتلك ذاكرة جيدة في الغالب، لكن عندما تلامس عاطفتي طرفة كهذه، فهي بكل تأكيد قد فسحت لي المجال بأن أكمل بعض تفاصيلها وفقاً لتخميني ووفقاً لمشاعري المرافقة، وربما عبث بها خيالي عند صياغتها..  سؤال الاستقالة الذي يضل يدور داخل رؤوسنا كل صباح عند الاستيقاظ من النوم، مضحك عندما نشاركه مع الأصدقاء والمعارف، مبك عندما نطرحه على أنفسنا، ونقف وحيدين أمام حقيقته المثقلة. المهم، هذا ليس حديثنا، حديثنا عن الاستقالة حينما تتحول من فكرة أو خاطرة خطرت لك منذ زمن إلى حاجة ملحة وقرار مؤرق يتوجب عليك مواجهته والخوض في أمره بجدية. قبل سن

بعد خمسة عشر عاماً من المحاولة، نجحت في صناعة كعكة أحلامي!

صورة
في طفولتي، كنتُ طفلة جريئة في خلط الألوان واستخدام أقلام الرصاص، جريئة في الغوص بخيالي، أُجيد رصّ الكلمات في حوارٍ بديع بينما ألعب بالدمى؛ أُمثل دور المذيعة، المعلمة، الفنانة باحترافية، ولدي اعتزاز برسوماتي التي كنت أراها لوحات فنية غاية في الجمال والقيمة بينما هي في حقيقتها رسومات متواضعة مضحكة أحياناً، وعشوائية أحياناً أخرى؛ خطوطٌ متشابكة وألوان مدعوكة دعكاً عميقاً في نتوءات الورق! وأمر آخر، أجيد الإقناع في وسط الصداقات الآمنة، إلا أني مقابل كل هذه الشجاعات: أتردد في استخدام قلم الحبر، في القفز من علوٍ محدد، في ألعاب سباق البلاستيشن للصغار... وبعد أن كبرت عدة سنوات، كانت رغبتي في أن أُقلد أمي في إعداد الطعام تعرقلها مشكلة واحدة، التردد والخوف من إفساد "الطبخة"!  رغم أن عملية الطبخ كانت عملية جذابة ومثيرة في ناظريّ؛ أحضر مقاديرها بيديّ، وأخلطها بعناية ومثالية كما قرأتها أو رأيتها عن أمي، إلا أن تجارب الفشل التي خضتها حتى أصنع كعكةً للشاي أو كعكةً رخامية لذيذة كانت كثيرة ومحبطة أحياناً، لم أكن لأنجح في صناعة كعكة -بغض النظر عن مثاليتها- لولا توفيق الله وخصلتا التفاؤل والإصرار

أكذوبة التوازن في مجالات الحياة، قبول الضعف البشري

صورة
  سابقاً، كنت أعد فكرة التوازن فكرة حقيقية، على الأقل بالنسبة إلي، فكرة واقعية رغم مثاليتها المفرطة، فكرة مريحة رغم قدرتها على أن تقض مضجعك فلا تنام الليالي محاسباً نفسك حساباً شديداً، هل لا تزال متوازناً؟ أم شدك جانب على الحث والعمل دون الآخر؟ فتحاول بذل أقصى جهدك لمعالجة الوضع، ومعادلة كفوف مجالات الحياة الممتلئة بالأهداف والرؤى، وكأنك روبوت أو آلة، تخفض من الشغف هناك وتعلي من الجهد هنا، والقليل بعد من المثابرة في هذا وذاك! في مرحلة من المراحل ستشعر بالانهاك، وتركن إلى أساسيات الحياة لتمضي فيها قدماً بدل التوقف لأنها لن تحتاج منك جهداً إضافياً، أو لأن القيام بها من المسلمات، وهنا تشعر أنك متعب، مهترئ أكثر من أي شيء آخر، وتقرر بأنك غير قادر على حمل نفسك على التوازن! وتتكسر الصورة المبنية في مخيلتك، عنك وعن أحلامك وعن مثاليتك التي ترفض أن تعترف بها مختزلة في " التوازن في الحياة "!  تعرينا الحياة في بعض فصولها، قد تتساقط منا بعض القناعات  كأوراق الشجر واحدة تلو الأخرى فتعترينا مشاعر الإحباط والتخبط، وقد تسقط دفعة واحدة! مرعب مشهد الأوراق المصفرة المكومة فجأة! تكرر ملامح الشعو